کد مطلب:205445 شنبه 1 فروردين 1394 آمار بازدید:361

هذا الکتاب
بسم الله الرحمن الرحیم

سادس أئمة أهل البیت الامام أبی عبدالله جعفر بن محمد بن علی بن الحسین بن أمیرالمؤمنین علیهم السلام معجزة الدنیا الخالدة، و مفخرة الانسانیة الباقیة علی مر العصور، و عبر الأجیال و الدهور، لم یشهد العالم له نظیرا، و لم تسمع الدنیا بمثله، جمع الفضائل كلها، و حاز المكارم جمیعها، و سبق الدنیا بعلومه و معارفه.

و كیف الحدیث عن الامام الصادق علیه السلام، أعن علمه، فهو الذی ملأ الدنیا علمه و فقهه - كما یقول الجاحظ - أم عن مدرسته التی لم یشهد التاریخ فی عصوره و أجیاله لها مثیلا؟ و ناهیك بمدرسة یربو طلابها علی أربعة آلاف یدرس فیها الفقه [1] ، و الحدیث [2] ، و التفسیر [3] ، و الأخلاق [4] ، و الفلسفة [5] ، و الفلك [6] ، و الطب [7] ، و الكیمیاء [8] ، الی غیرها من العلوم و الفنون.



[ صفحه 400]



و لیست جوانب حیاته الأخری علیه السلام بأقل منها فی حقل العلم، فمن خصائص أهل البیت علیهم الصلاة والسلام اتساع أفقهم، و بعد شأوهم فی جمیع مجالات الحیاة، بینما نجد غیرهم اذا اختص فی شی ء فشل فی غیره، فالعالم - من غیرهم - بعید عن الشجاعة، و الشجاع - من غیرهم - بعید عن الزهادة، أما هم علیهم السلام فقد جمعوا الفضائل و المكارم، و سبقوا الناس الی كل منقبة حسنة، و خصلة خیرة، فهم علیهم السلام أحسن الناس سیرة، و أوسعهم أخلاقا، و أكثرهم عبادة، و أعظمهم حلما و أزكاهم عملا، و ابذلهم مالا فهم أكثر أهل الدنیا مناقب، و أجمعهم سوابق.

و فی هذه الصفحات اشارة لبعض سیرته و سجایاه، و ذكر القلیل من كلامه و مواعظه، ثم الفصل الأخیر من الكتاب عرض لكلمات العلماء و العظماء، و كلها اشادة بفضله و اكبار لمقامه الكریم، و تعریف بمكانته السامیة فی النفوس و لعمری أن حیاة الامام الصادق علیه السلام تستصرخ الأمة الاسلامیة للسیر علی هداها، و الاقتفاء لأثرها.

«قل هذه سبیلی أدعوا الی الله علی بصیرة أنا و من اتبعنی و سبحان الله و ما أنا من المشركین» [یوسف: 108].



[ صفحه 401]




[1] أنظر (شرح نهج البلاغة)1 / 6 حيث أرجع ابن أبي الحديد فقه أئمة المذاهب اليه.

[2] روي عنه أبان بن تغلب ثلاثين ألف حديث، و محمد بن مسلم ستة عشر ألف حديث.

[3] لا يخلو تفسير من تفاسير الشيعة من الرواية عنه.

[4] انظر (الأخلاق عند الامام الصادق) للشيخ محمد أمين زين الدين.

[5] انظر (فلسفة الامام الصادق) للشيخ محمد جواد الجزائري.

[6] انظر (الهيئة و الاسلام) للسيد هبة الدين الشهرستاني.

[7] انظر (طب الامام الصادق) للشيخ محمد الخليلي.

[8] انظر (الامام الصادق ملهم الكيمياء) للدكتور محمد يحيي الهاشمي.